الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية بعد إطلاقها لصرخة فزّع هزت قلوب التونسيين: مفاجآت بالجملة حول هوية "البطل" الذي قرّر مساعدتها

نشر في  15 جويلية 2016  (15:00)

أطلقت مواطنة تونسية مؤخرا صيحة فزع في فيديو نشرته على مواقع الاتصال الاجتماعي، استنجدت فيها أصحاب القلوب الرحيمة لمساعدتها قصد تمكين ابنها من إجراء عملية زرع قوقع أذن بعد أن يئست محاولاتها مع بعض أصحاب "الكراسي والمناصب" الذين استمروا في مماطلتها لمدة سنتين كاملتين..

 وتحدّثت المواطنة في ذات الفيديو الذي لقي رواجا كبيرا على صفحات الفايسبوك بعد أن عكس حجم مأساتها المتمثلة في عدم قدرتها على توفير مبلغ مالي يقدر بـ45 مليونا، من أجل إنقاذ فلذة كبدها الذي يبلغ من العمر 5 سنوات ويعاني من مشاكل مستعصية على مستوى السمع.

 ولعلّ ما زاد في حجم المأساة أنّ عملية زرع قوقعة الأُذن لا يمكن إجراؤها للأطفال الذين اجتازوا سن الخمس سنوات وهو العمر الذي بلغه ابن المواطنة المذكورة التي قالت أن حياته ستتدمر إن لم يتمكن من إجراء هذه الزراعة..

 ولأنّ رحِم تونس المعطاء مازال ولادًا بأبناء وطنيين ذوُو قلوب رحيمة ملأتْها مشاعر التكافل والتآخي، علم موقع الجمهورية أنّ التونسي "رشاد نوارة" وهو مفتّش شرطة يبلغ من العمر 28 سنة وأصيل منطقة قربة التابعة لولاية نابل وأب لرضيع ذو سنة ونيف قد قرر إنهاء مأساة المواطنة التونسية وابنها عبر مساعدتها بتمكينها من مبلغ إجراء عملية الزرع المقدر بـ45 مليونا.

ووفق مصادرنا فإنّ الشاب الأمني استنجد بحل بيع قطعة أرضه الصالحة للبناء وتسليم ثمنها الى المرأة المعنية بالامر مع العلم انّه كان قد اشترى قطعة الارض التي على ملكه منذ 3 سنوات بنية بناء المنزل الذي كان يحلم به..

الجمهورية حال علمها بهذا الموضوع بادرت بالاتصال حصريا بالأمني رشاد نوارة ليروي على مسامعنا قصة تأثره برواية المواطنة المذكورة واتخاذه قرار مساعدتها رغم أنه لا يمتلك المبلغ المذكور نقدا فكان التالي:

 في البداية أكد لنا محدثنا أنّه لم يشأ أن ينتشر خبر إعلانه مساعدة المواطنة وابنها لأنه لم يكن ينتظر منه جزاءا ولا شكورا، بل كان نتيجة لتأثره الشديد بما روته والدة الطفل وحجم مأساتها ومعاناتها التي جسّدها في الفيديو الذي نشرته واستطاعت من خلاله هزّ قلوب التونسيين..

 وعن تفاصيل اتخاذه لهذا القرار، أفاد نوارة انه وبمجرد سماعه للفيديو ذات صباح حمل على عاتقه مسؤولية مساعدة المواطنة ولم يكن هنالك من حل سوى تفكيره ببيع قطعة الأرض التي يملكها وذلك عبر كتابته تدوينة نشر فيها إعلان البيع والثمن والسبب، مشيرا إلى انّ ولاية نابل قامت بالاتصال به صباح الجمعة 15 جويلية لتخبره على لسان معتمد منطقة رميلة انه تقرر شراء قطعة الأرض بمبلغ افتتاحي يقدر بـ45 مليونا بعد اطلاعها لفحوى ما نشره..

 وكشف لنا من ناحية أخرى أنّه علم رسميا صباح اليوم أن ولاية نابل بادرت بالاتصال بالمواطنة لإخبارها بالتفاصيل المذكورة، مشيرا إلى ان لا علاقة قرابة تربطه بالمرأة لا من قريب ولا من بعيد ولم يقابلها أو يهاتفها..

 وفي ختام مداخلته شدّد الأمني "البطل" رشاد نوارة على انّ ما أقدم عليه جاء نتيجة شعوره الصادق بأنّ طفل المواطنة هو بمثابة ابنه وان ما حصل معه كان بإمكانه ان يحدث مع ابنه الوحيد، متوجها برسالة مفتوحة قال فيها ان" الطفل الذي ظهر على الفيديو هو ابن تراب هذه البلاد العزيزة وابن كل التونسيين قبل ان يكون ابنا لأمه ووالده، وعلى الدولة ان تقف مع جميع مواطنيها داخل وخارج الوطن مهما اختلفت صفاتهم أو أوصافهم كما عليها ان تقف مع قوات أمنها وجيشها البواسل ".

 وتابع مواصلا: "على الدولة ان تأخذ على عاتقها مسؤولية مسألة الصحة العمومية حتى تستطيع تربية جيل متمتع بكامل المدارك البدنية والعقلية سينهض من بعد بهذه البلاد ليكون عزة وفخرا لها، لأنها لن تجد كل يوم رشاد نوارة يتبرع  بـ45 مليونا لإنقاذ أحدهم".

 للتذكير فإنّ الامني رشاد نوارة هو عضو رسمي في جمعية "امن شباب تونس"..

منارة تليجاني